أسد البحر: زعانف بدل الأقدام للأسد المقيم في البحر

أسود البحر كائنات مفترسة، بعضها يصدر زئيرًا. ينمو لدى الذكور البالغة من جميع أنواع أسد البحر، باستثناء نوع واحد، فراء سميكًا طويلًا من مؤخرة رأسها وصولًا إلى كتفيها، يشبه إلى حد كبير لبدة الشعر التي تزين عادة رأس وظهر أسد اليابسة. والواقع أن هذا هو السبب في إطلاق اسم "أسد البحر" على هذه الكائنات.

وبينما تسير الأسود على أقدامها بخفة، فإن أسود البحر تسير على اليابسة على زعانفها الأمامية والخلفية. وعلى الرغم من قدرتها على السير، إلا أن أسود البحر أكثر رشاقة وخفة وسرعة أثناء السباحة.

واصلوا القراءة لمعرفة المزيد عن موطن عيش أسد البحر، ونظامه الغذائي، وحجمه، وأساليب تكيفه مع البيئة المحيطة.

أسود البحر كائنات ثديية برمائية بحرية، تعيش في أحواض المحيطين الهادئ والأطلسي. ويمكنكم العثور عليها في:

• شمال المحيط الهادئ بين روسيا وألاسكا (أسد البحر الشمالي)
• سواحل أستراليا الغربية والجنوبية (أسد البحر الأسترالي)
• السواحل الغربية والشرقية والجنوبية لقارة أمريكا الجنوبية (أسد بحر أمريكا الجنوبية)
• جزر الطرف الجنوبي لنيوزيلندا (أسد بحر نيوزيلندا)
• على طول بريطانيا الكولومبية وصولًا إلى وسط المكسيك (أسد بحر كاليفورنيا)
• في مياه الإيكوادور، وخاصة حول جزر غالاباغوس وإيلا دي بلاتا (أسد بحر غالاباغوس)

تعيش أسود البحر في المياه المالحة، وتختار موطن عيشها بناء على مدى توفر الغذاء وإمكانية الوصول إلى اليابسة ودرجة الحرارة. تحتاج أسود البحر لإمكانية الوصول إلى شاطئ أو ساحل لتستريح وتتكاثر وتطرح فراءها وتضع صغارها. وتفضل هذه الكائنات المناخات المعتدلة وشبه القطبية، وتتجنب المياه الجليدية والمناطق القطبية.

يشكّل التصنيف العلمي لأسد البحر مؤشرًا على أبرز مواصفاته. حيث يمكنكم من قراءة ما يلي الاستنتاج بأن أسد البحر يأكل اللحوم (حيوان لاحم) وأنه من الثدييات ذات المشيمة، وأنه يملك عمودًا فقريًا (الفقاريات).

• المملكة: الحيوانية
• الشعبة: الحبليات
• الشعبة الفرعية: الفقاريات
• الطائفة: الثدييات
• الطائفة الفرعية: الوحشيات
• الطائفة تحت الفرعية: ذوات المشيمة – الثدييات الحقيقية
• الجنس: أطوم
• الرتبة: آكلات اللحوم
• الرتبة الفرعية:: كلبيات الشكل
• الفصيلة العليا: زعنفيات الأقدام
• الفصيلة: ذوات الأذنين
• الجنس: Eumetopias، Neophoca، Otaria، Phocarctos، Zalophus
• أنواع أسد البحر: أسد البحر الشمالي (Eumetopias jubatus)، أسد البحر الأسترالي (Neophoca cinerea)، أسد بحر أمريكا الجنوبية (Otaria flavescens)، أسد بحر نيوزيلندا (Phocarctos hookeri)، أسد بحر كاليفورنيا (Zalophus californianus)، أسد بحر غالاباغوس (Zalophus wollebaeki)

في السابق كان هناك نوع آخر من أسد البحر ينتمي لجنس Zalophus وهو أسد البحر الياباني (Z. japonicus). إلا أنه لم يتم تسجيل أي مشاهدات موثقة له بعد عام 1951.

تنتمي أسود البحر وعجول البحر إلى مجموعة زعنفيات الأقدام (أي أنها جميعًا تملك زعانف بدلًا من الأقدام وتنتمي للفصيلة العليا: زعنفيات الأقدام). تنتمي الفقمات الحقيقية (أو عجول البحر عديمة الأذنين) إلى فصيلة "عديمات الأذنين". أما عجول البحر ذات الفراء فتنتمي إلى فصيلة ذوات الأذنين، وهي نفس الفصيلة التي ينتمي إليها أسد البحر.

توجد فروقات واضحة بين الفقمات الحقيقية وأسود البحر، تتضمن ما يلي:

• يملك أسد البحر صيوان أذن، خلافًا لعجل البحر
• يملك أسد البحر زعانف كبيرة، بينما عجل البحر له زعانف صغيرة
• يمكن لأسد البحر أن "يمشي" على اليابسة، بينما يزحف عجل البحر على بطنه
• يصدر أسد البحر أصواتًا عالية تشبه النباح والزئير والهمهمة، وهو كائن اجتماعي كثير التواصل، أما عجل البحر فيصدر أصوات همهمة عادة.

تشبه عجول البحر ذات الفراء في شكلها أسد البحر. والواقع أنها تنضم إلى أسد البحر ضمن مجموعة الفقمات ذوات الأذنين. وهي أيضًا تملك صيوان أذن واضح ويمكنها السير على اليابسة بواسطة زعانفها الأمامية والخلفية.

إلا أن عجول البحر ذات الفراء تملك شوارب أطول من تلك التي يملكها أسد البحر. وهناك فرق آخر يتمثل في حجم عجل البحر ذو الفراء وأسد البحر، فأسود البحر عادة أكبر حجمًا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أسد البحر يملك أنفًا أطول وعينين أبعد باتجاه مؤخرة رأسه مقارنة بعجل البحر ذي الفراء.

فقمة الفظ أيضًا تنتمي إلى الفصيلة العليا لزعنفيات الأقدام، لكنها تتبع لفصيلة فقمات الفظ (Odobenidae). وهي مثل أسد البحر وعجل البحر ذي الفراء يمكنها السير على اليابسة بواسطة زعانفها الأمامية والخلفية. إلا أن فقمة الفظ تتميز بأنيابها البارزة التي تساعدها في رفع جسمها من الماء لتصعد على الجليد.

تتغذى أسود البحر على الأسماك والحباريات مثل الحبار والأخطبوط. وهي كائنات انتهازية تلتهم أي نوع من الأسماك واللافقاريات، بما في ذلك المحار والقشريات. يبتلع أسد البحر فريسته كاملة، وهذا يعني أنه يستخدم أسنانه لالتقاط الفريسة وعضها، وليس لمضغها.

أساليب الصيد

تمارس أسود البحر الصيد عادة ضمن مجموعات، وتتعاون لحصر الأسماك في مكان معين والتهام تلك المتواجدة على الأطراف. إلا أن أسد البحر قد يمارس الصيد منفردًا في حال ندرة تواجد الأسماك.

أسد البحر في المياه العذبة

أسد البحر كائن بحري، لكنه قد يتواجد في المياه العذبة. بعض أنواع أسد بحر كاليفورنيا من جنوب كاليفورنيا، وأسد البحر الشمالي من ألاسكا، تتجه إلى نهر كولومبيا لافتراس الأسماك المهاجرة، مثل أسماك لامبري والسلمون المرقط والحفش والسلمون.

تتكيف أجسام الحيوانات، بما في ذلك نحن البشر، مع مرور الزمن لتحسين فرصتها على البقاء. وتتبع أسود البحر القاعدة نفسها. فيما يلي بعض أساليب التكيف المذهلة التي تشهدها هذه الكائنات:

السباحة

• تمتاز أسود بحر غالاباغوس بمعدل أيض منخفض مقارنة بغيرها من أسود البحر. ويساعدها ذلك على الغوص إلى أعماق أكبر ولفترات أطول (حوالي 600 متر لمدة تزيد عن 10 دقائق) أثناء الصيد.
• تبتلع أسود البحر الأسترالية أحجارًا صغيرة (حصوات المعدة)، ويعتقد بأن ذلك يساعدها في موازنة وزن جسمها أثناء الغوص بحثًا عن الغذاء.

التكيف السلوكي

• تعلمت أسود بحر غالاباغوس التكيف مع المستوطنات البشرية. فهي تبحث عن مخلفات الأسماك وبقايا الطعام التي يلقى بها من قوارب الصيد، كما تلتهم الأسماك التي تجذبها أضواء هذه القوارب.
• بعض إناث أسد البحر الأسترالي تحمي صغار الإناث الأخريات، ويصل ذلك إلى حد رعايتها أو تبنيها إن فقدت والديها. بعضها يتولى مهمة الرعاية ويتناوب في وظيفة حماية مجموعة من صغار أسد البحر.

التكيف الفسيولوجي

• تملك أسود البحر الأسترالية طبقة فراء وطبقة دهون أكثر سماكة لحمايتها من المياه شبه القطبية الباردة
• تملك أسود البحر صيوان أذن يمكنه الالتفاف بحيث تتجه الفتحة للأسفل، وهو ما يمنع دخول الماء إلى أذنيها عند السباحة أو الغوص
• تمتاز عيون أسد البحر بعدسات يمكنها تركيز الضوء المنكسر تحت الماء، بينما يمكن للبؤبؤ الاتساع لإدخال كميات كافية من الضوء، وهو ما يمنح أسد البحر قدرة إبصار حادة تحت الماء
• تمتلك أسود البحر شوارب حساسة للغاية تتيح لها استشعار سرعة واتجاه الفريسة وفقًا لموجات صغيرة تتركها الفريسة خلفها. هذه الشوارب تتحرك للأمام والخلف وتلمس الأجسام المحيطة لتقدير حجمها وشكلها وملمسها.

راقبوا أسود البحر على أرض الواقع في سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي.

شاهدوها بينما تغوص وتسبح وتسترخي على الشواطئ الصخرية في المنطقة الصخرية. واقتربوا منها ومن أقاربها عجول البحر عند مشاركتكم في تجربة لقاء مع أسد البحر.

إذا كنتم قد استمتعتم بهذه المقالة أو تعلمتم منها شيئًا جديدًا، يمكنكم التسجيل لتلقي النشرة الدورية لتكونوا من أوائل من يعرف عن صدور مقالة جديدة! يرجى إدخال عنوان البريد الإلكتروني.