حيوية مبهجة: نظرة على عالم الدلافين المدهش

أشبعوا فضولكم حول أحد أكثر الكائنات البحرية تميزًا في العالم. تعرفوا على الدلافين وأنواعها المختلفة، وعلى نظامها الغذائي وغير ذلك من المعلومات المثيرة للاهتمام عنها. اكتشفوا مختلف الجهود التي تبذل للحفاظ على هذه الثدييات المائية المذهلة.

جيسيكا شول، أخصائي أول علم الحيوانات، تحمل شهادة البكالوريوس في علم الأحياء البحرية من جامعة تكساس أيه إم في جالفستون، الولايات المتحدة الأمريكية. عملت جيسيكا لدى سي وورلد فترة 7 سنوات، وكانت لديها خبرة سابقة لخمس سنوات في مجال تربية الحيوانات وملاحظتها، بما في ذلك مراقبة الثدييات البحرية خلال عملها ضمن مشروع لصالح الحكومة الأمريكية الفدرالية في خليج المكسيك هدف لحماية الأنواع الحية البحرية. تتعامل جيسيكا في إطار عملها مع الحيوانات تحت رعاية الإنسان أو في بيئاتها الطبيعية، وتحب مشاركة معرفتها وخبراتها مع ضيوفنا، وتسليط الضوء على الرعاية والاهتمام اللذين يحظى بهما جميع الحيوانات في سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي

الدلافين بطبيعتها فضولية ومنطلقة. وبسبب هذه السمات الفطرية لديها فإن بعض الدلافين ودودة للغاية لدرجة أنها تقترب من القوارب والناس قرب الشواطئ. وهي أيضًا كائنات اجتماعية للغاية قادرة على بناء علاقات وثيقة مع دلافين أخرى من نفس نوعها، وأحيانًا مع دلافين من نوع آخر. يظهر هذا السلوك بوضوح في ميل الدلافين للعيش في قطعان أو مجموعات تضم عادة من اثنين إلى 30 دولفين، وكذلك في أساليبها للحصول على الغذاء. كما أن الدلافين كائنات ثرثارة تتواصل معًا عن طريق إصدار أصوات مختلفة منها أصوات الصفير والطقطقة والصرير، وأصوات شبيهة بالتغريد والنعيق والصياح.

تعيش معظم الدلافين في البحار والمحيطات ذات المياه المعتدلة حول العالم. توجد بعض أنواع الدلافين في المناطق الساحلية، بينما يعيش بعضها الآخر في المياه الضحلة وأعالي البحار. إلا أن بعض أنواع الدلافين لا تعيش في المياه الدافئة بل في المياه الباردة، ومنها الدولفين ذو الخطم الأبيض الذي يعيش في مناطق القطب الشمالي، ودولفين الساعة الرملية في القطب الجنوبي. تعيش بعض أنواع الدلافين في مجموعات تبقى في نفس المنطقة طيلة حياتها، بينما يهاجر بعضها من مكان إلى آخر.

العوامل التي تؤثر على اختيار الدلافين لمواطن عيشها

تختار الدلافين مواطن عيشها بناء على نوع المياه ودرجة حرارتها وعلى توفر مصادر الغذاء.

فعلى سبيل المثال، تفضل الدلافين ذات الأنف المدبب والدلافين المنقطة مياه المحيط الدافئة. وعادة تعيش الدلافين التي تتغذى على الأسماك والحبار وقناديل البحر وغيرها من الكائنات البحرية الصغيرة، في مناطق واسعة تتيح لها العثور على غذائها. كما تلعب عوامل الشكل والحجم والوزن دورًا في اختيار الدلافين لمواطن عيشها، حيث تفضل الدلافين الأصغر حجمًا البقاء قرب المياه الضحلة، أو ضمن مجموعات أكبر لحمايتها من المفترسين.

الدلافين في المياه العذبة

توجد أربعة أنواع من الدلافين التي تعيش في مياه الأنهار والبحيرات في آسيا وأمريكا الجنوبية. ومن أمثلتها دولفين نهر الأمازون، ودولفين نهر الغانج. كما تزور بعض الدلافين ذات الأنف المدبب لخلجان أو الأنهار الكبيرة بحثًا عن طعامها، أو قد تعيش فيها.

فيما يلي بعض الحقائق المهمة عن التصنيف العلمي للدلافين:

• الطائفة: الثدييات
• الرتبة: الحوتيات أو الحيتانيات
• الفصائل: الدلافين المحيطية (Delphinidae)، الدلافين النهرية في جنوب آسيا (Platanistoidea)، دلافين نهر الأمازون (Inioidea)

حاليًا يوجد 43 نوع من الدلافين، منها 39 نوعًا من الدلافين المحيطية و4 أنواع من الدلافين النهرية التي تعيش في مختلف أنحاء العالم.

تتغذى الدلافين على الأسماك والحبار والروبيان وقنديل البحر والأخطبوط وأنواع القشريات الأخرى. ويعتمد غذاءها بشكل كبير على الكائنات البحرية الأخرى في مواطن عيشها أو تلك المجاورة لها.

وبما أنها نوع من الثدييات فإن الدلافين تحتاج للماء أيضًا، وتحصل على حاجتها من الأسماك والحبار وغيرها من الكائنات البحرية التي تتغذى عليها.

معلومة غريبة: لا تمضغ الدلافين طعامها لأن ابتلاعه أسهل بالنسبة لها.

أساليب جمع الطعام

تستخدم الدلافين خاصية تحديد الموقع بواسطة الصدى للعثور على الأسماك والحبار وغيرها من مصادر غذائها. تحديد الموقع بواسطة الصدى هي قدرة تمتلكها الدلافين وغيرها من الحيوانات تتيح لها العثور على الطعام وعلى غيرها من الكائنات البحرية بالاعتماد على الصدى وارتداد الصوت. وتساعد هذه الخاصية على الحركة بأمان وكفاءة أثناء الصيد، بالإضافة إلى التمييز بين الأعداء والأصدقاء، وتفادي الاصطدام بالعوائق. وبمجرد عثورها على فريستها، فإن الدلافين تقوم بتطويقها أو محاصرتها.

هذا الأسلوب في الصيد يتمثل في قيام قطيع من الدلافين بإحاطة فوج أو سرب من الأسماك، وتطويقها محتشدة في مكان ضيق، ثم تناوب الدلافين على التهامها.

كما تلجأ الدلافين لمحاصرة الأسماك، وهو أسلوب يتمثل في مطاردة الدلافين للأسماك حتى تصل إلى المياه الضحلة حيث لا يمكنها الهرب، ثم تتناوب الدلافين على التهامها.

مرت الدلافين كغيرها من الحيوانات في مراحل تطور أدت إلى تطوير أساليب تكيفها للبقاء والنمو في بيئة عيشها. وفيما يلي بعض أبرز التغيرات التي مرت بها هذه الثدييات البحرية:

طورت الدلافين قدرتها على تحديد الموقع بواسطة الصدى لتتمكن من التواصل مع الدلافين الأخرى وممارسة الصيد وتجنب الكائنات المفترسة. ويمكن للدولفين إصدار 1,000 طقطقة للتواصل ولغايات أخرى.

تتمتع الدلافين بقدرة إبصار ممتازة فوق الماء وتحت الماء. وهي تعتمد على قوة إبصارها لصيد الفرائس وتجنب المفترسين. كما يمكنها الرؤية في الظلام وتمييز الأجسام المتحركة عن بعد.

تملك الدلافين فتحة تنفس تتيح لها التنفس فقط عن طريق تعريض أعلى رأسها للهواء بينما يبقى جسمها تحت الماء. وبعد كل نفس يستنشقه الدولفين فإن العضلات القوية المحيطة بفتحة التنفس تقوم بإغلاقها بإحكام لمنع دخول الماء إلى الرئتين.

لقد شاركناكم العديد من الحقائق المدهشة عن الدلافين، إلا أن هناك العديد من التفاصيل الأخرى التي لا بد من معرفتها، وفيما يلي بعضها:

• عندما تنام الدلافين فإن أحد جانبي دماغها يبقى متيقظًا لكي تستمر في التنفس ولتتمكن من إدراك المخاطر من حولها حتى أثناء راحتها.
• يملك الدولفين معدتين، إحداها لتخزين الطعام والأخرى لهضمه.
• يملك كل دولفين زعنفة ظهرية فريدة يمكن الاستفادة منها في التعرف عليه وتمييزه عن غيره من الدلافين.
• يمكن للدلافين القفز حتى ارتفاع 6 أمتار في الهواء.
• الدلافين هي الثدييات الوحيدة التي يخرج صغارها عند الولادة من جهة الذيل وليس من جهة الرأس.
• قد تستمر فترة حمل أنثى الدولفين بين 9 و18 شهرًا، وترضع الأم صغارها لفترة تصل إلى عامين.
• جلد الدولفين سميك وقاسٍ، ويمكن للدلافين أن تستخدم أسنانها في خدش جلد الدلافين الأخرى لتتواصل معها.

تم تصنيف دلافين هيكتور وأقاربها دلافين ماوي التي تعيش في أنهار جنوب آسيا، بالإضافة إلى دلافين إيراوادي، باعتبارها من الأنواع المهددة بالانقراض.

حيث تهدد عوامل مختلفة بقاء أنواع عديدة من الدلافين، ومنها التلوث والصيد الجائر والتغير المناخي وتحمّض المحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر. وتشمل الجهود المبذولة حاليًا للحفاظ على الدلافين ما يلي:

• تطبيق القوانين الدولية والمحلية لحماية هذه الكائنات البحرية والحفاظ عليها.
• يتعاون خبراء الحياة البحرية في مشاريع بحثية للوصول إلى فهم أفضل لسلوك الدلافين وأنماط هجرتها والتهديدات التي تواجهها.
• حملات التوعية للمساعدة في الترويج للممارسات المستدامة التي تهدف لحماية هذه الثدييات البحرية الذكية.

إذا رغبتم في رؤية الدلافين على طبيعتها الودودة المرحة، زوروا المحيط الاستوائي في سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي. تم تصميم هذا العالم لمحاكاة البيئة في الغابة الاستوائية، حيث يضم خليجًا يمثل موطن عيش ديناميكي لهذه الثدييات المائية وغيرها من الكائنات.

كما يمكنكم معرفة المزيد عن هذه الثدييات البحرية المدهشة وكيف يمكنكم المساعدة في حمايتها والحفاظ عليها خلال تجربة لقاء مع الدلافين، وهي تجربة تفاعلية تثقيفية ممتعة يمكنكم المشاركة فيها في سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي.

إذا كنتم قد استمتعتم بهذه المقالة يرجى تسجيل عنوان بريدكم الإلكتروني لتلقي النشرة الدورية والتعرف على موعد نشر مقالة جديدة!