اللخمة: تجوب وتنساب عبر الماء

هل اللخمة من الأسماك؟ نعم. إلى أي نوع من الأسماك إذًا تنتمي اللخمة؟ جميع اللخمات من الأسماك وهي تنتمي إلى الرتبة العليا المعروفة باسم الشفنينيات، لذا تعرف اللخمة أيضًا باسم الشفنين. وتضم اللخمة أنواع مختلفة منها اللخمة اللاسعة، ولخمة مانتا، وسمكة الشيطان، ولخمة النسر، واللخمة الكهربائية، والورنك، وسمكة المنشار (تعرف أيضًا باسم القرش النجار) وقيثارة البحر.

تتميز اللخمات بزعانفها الصدرية العريضة، وهي زعانف متّصلة برأسها. وفي بعض أنواع اللخمة تبدو هذه الزعانف مثل الأجنحة، كما أنها ترفرف أيضًا لتبدو بعض الشفنينيات كما لو كانت تطير وتجوب عبر الماء. وفي أنواع أخرى من اللخمة، تتحرك هذه الزعانف الشبيهة بالأجنحة بحركة متماوجة.

هل اللخمة من أسماك القرش؟ كلا. توجد صلة قرابة بين اللخمة وسمك القرش، فكلاهما من صفيحيات الخياشيم (أي ينتميان إلى الطائفة الفرعية المعروفة باسم صفيحيات الخياشيم). وخلافًا لأسماك القرش التي تملك جميعها جسمًا شبيهًا بالطوربيد، فإن اللخمة تمتاز بجسم شبه مسطح أو مسطح بالكامل سواء من منطقة الظهر أو البطن.

واصلوا القراءة لتعرفوا المزيد عن اللخمة.

كلمة ترحيبية من هانا جوان هوغ

درست هانا جوان هوغ، وهي من لوس أنجيلوس بولاية كاليفورنيا، في جامعة هاواي في مانوا، وركزت في مسيرتها المهنية على مدار 13 عامًا على مجال الأحواض المائية للكائنات البحرية. منذ مطلع عام 2022، ساهمت هانا في جهود مرحلة ما قبل افتتاح سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي، وتعمل حاليًا مع فريق المحيط اللانهائي، حيث تركز على تطوير التجارب البحرية وجهود الحفاظ على الكائنات.

يمكن العثور على اللخمة في مواطن عيش مختلفة ومتنوعة. معظم أنواع اللخمة هي كائنات بحرية، إلا أنه يوجد على الأقل 18 نوعًا من اللخمة تعيش في بحيرات وأنهار المياه العذبة.

تعيش الشفنينيات البحرية عادة في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية وفي المياه المعتدلة. ويمكن للخمة أن تتواجد في أعماق الجروف القارية والجزيرية، وفي المياه الساحلية الضحلة، كما يعيش بعضها في المياه المالحة أو مصبات الأنهار، أو في مروج عشب البحر ومستنقعات القرم.

تقضي معظم اللخمات وقتها في منطقة قاع البحر، إلا أن هناك أنواعًا من لخمات السطح التي تفضل التواجد في وسط المحيط فوق قاع البحر.

يعتبر توفر الغذاء أحد أبرز العوامل التي تؤثر على موطن العيش. ومن جهة أخرى، فإن التغييرات التي تطرأ على العوامل البيئية قد تسبب تحرك اللخمات من موطنها. فعلى سبيل المثال، تتوجه لخمة مانتا إلى مصبات الأنهار بشكل موسمي، وخاصة عندما ترتفع درجات حرارة السطح ومعدلات الهطول.

وفيما يلي عوامل قد تؤثر على أنماط حركة اللخمة:

• درجة الحرارة
• درجة ملوحة المياه
• نسبة الأكسجين المذاب
• المد والجزر
• فترة توفر الضوء (الفترة الضوئية)
• الضغط الجوي
• مستوى الحموضة

يوجد 633 نوعًا من اللخمات بحسب كتاب "اللخمات في العالم" الصادر عن منظمة الكومونولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO).

ويصنف نحو 19.9% من أنواع الشفنينيات بكونه عرضة بالانقراض، أو مهددًا بالانقراض، أو مهددًا بالانقراض بدرجة كبيرة.

وفيما يلي التصنيف العلمي للشفنينيات:

• المملكة: المملكة الحيوانية
• الشعبة: الحبليات
• الشعيبة: الفقاريات
• الشعبة الفرعية: الفكيّات
• الصف: الأسماك الغضروفية
• الصف الفرعي: صفيحيات الخياشيم
• الرتبة العليا: الشفنينيات
• الرتبة: البهشية (Myliobatiformes)، طوربيديات الشكل (Torpediniformes)، القوبعيات المنشارية (Pristiformes)، الورنكيات (Rajiformes).

يخبرنا التصنيف الوارد أعلاه أن اللخمة هي من الأسماك ذات الفك والتي تملك عمودًا فقريًا غضروفيًا، وخمسة إلى سبعة أزواج من فتحات الخياشيم المكشوفة، وجسمًا مسطحًا (من الظهر والبطن).

توجد 26 عائلة من الشفنينيات. وهي تضم على سبيل المثال لا الحصر، العائلات التالية:

• اللخمة اللاسعة ذات السوط (Dasyatidae)
• سمكة الشيطان ولخمة مانتا (Mobulidae)
• لخمة النسر ولخمة الثور (Myliobatidae)
• لخمة الفراشة (Gymnuridae)
• اللخمة اللاسعة ذات الخياشيم الستة (Hexatrygonidae)
• لخمة الأعماق (Plesiobatidae)
• لخمة المياه العذبة (Potamotrygonidae)
• لخمة أنف البقرة (Rhinopteridae)
• اللخمة المستديرة (Urolophidae)
• اللخمة الأمريكية المستديرة (Urotrygonidae)
• لخمة نارسين (Narcinidae)
• الورنك (Rajidae)
• لخمة القيثارة (Rhinobatidae)
• اللخمة الكهربائية (Torpedinidae)
• سمكة المنشار (Pristidae)

تعتبر لخمة مانتا واللخمة اللاسعة من أنواع اللخمة المعروفة، وهي متشابهة عمومًا إلا أن المقارنة بين النوعين تكشف عن الاختلافات في شكلهما.

فعلى سبيل المثال، تمتاز لخمة مانتا (وسمكة الشيطان الأصغر منها حجمًا ضمن جنس "موبيولا") بمدى زعانف واسع، وزعانف رأسية (وهي زوائد شبيهة بالقرون تمتد من الرأس)، وفم طرفي خال من الأسنان. وفي المقابل، فإن اللخمة اللاسعة تملك أسنانًا، ويقع فمها في الجزء السفلي من جسمها. كما أن عرضها أكبر قليلًا من طولها، ولا تملك زعانف رأسية.

تتغذى اللخمات على العوالق الحيوانية والكريل والأسماك والمحار والديدان والقشريات والثدييات البحرية. كما أنها تتغذى على المواد غير الحية أو جثث الكائنات البحرية النافقة.

أساليب الصيد

تستطيع لخمات القاع، مثل اللخمة اللاسعة ولخمة القيثارة والورنك، الانقضاض على فريستها الغافلة ومحاصرتها، كما أنها تثير رمال قاع البحر للكشف عن فريستها المدفونة، وتختبئ تخت الرمل لاصطياد الحيوانات الغافلة عن وجودها. وتخلق اللخمة تيارًا صاعدًا بواسطة زعانفها الصدرية لتسحب الفريسة نحو جسمها ثم إلى داخل فمها. وتقوم بعض اللخمات (مثل اللخمة اللاسعة) بمضغ طعامها أو طحنه بفكها القوي.

أما لخمة مانتا فتتغذى بطريقة الفلترة، حيث توجه الماء الغني بالعوالق والكريل إلى فمها المفتوح بواسطة الزعانف الرأسية. تملك سمكة المنشار فمًا غضروفيًا بارزًا ومسطحًا، مزودًا على جنبيه بقشور شبيهة بالأسنان، وتقوم بتحريكه من جانب إلى آخر لإزاحة فريستها وضربها. أما اللخمة الكهربائية فتتجه بهدوء نحو فريستها الغافلة وتقوم بصعقها كهربائيًا باستخدام غدد موجودة على جانبي رأسها.

كم يبلغ حجم اللخمة؟

تتفاوت اللخمات أو الشفينينيات في حجمها تفاوتًا كبيرًا. وبينما لا يزيد حجم بعض أنواع اللخمة الكهربائية عن 13 سنتيمترًا، فإن بعض أنواع سمكة المنشار قد يبلغ طوله أكثر من سبعة أمتار.

تعتبر اللخمة الكهربائية قصيرة الأنف أصغر أنواع اللخمة، حيث يبلغ عرض جسمها دون الزعانف 10 سنتيمتر، ووزنها نصف كيلوجرام. أما الشفنين الأضخم فهي لخمة مانتا العملاقة (Manta birostris)، والتي يصل عرض جسمها بدون الزعانف إلى 8.8 متر ووزنها ما يصل إلى 2,404 كيلوجرام.

كم نوعًا يوجد من اللخمات؟

يوجد 633 نوعًا معروفًا من الشفنينيات، وتضم لخمة مانتا واللخمة اللاسعة ولخمة النسر ولخمة الثور واللخمة الكهربائية والورنكيات وسمكة المنشار ولخمة القيثارة والكثير غيرها.

هل جميع اللخمات تملك جسمًا مسطحًا؟

جميع أنواع اللخمة مسطحة بالكامل من الأمام، بينما تمتاز اللخمة اللاسعة ولخمة مانتا واللخمة المستديرة ولخمة النسر ولخمة الثور ولخمة الشريط الدائري واللخمة الكهربائية والورنك وغيرها من أنواع الشفنينيات بجسم مسطح بالكامل.

ومن جهة أخرى، فإن سمكة المنشار ولخمة القيثارة تبدو أشبه بأسماك قرش مسطحة الجسم نظرًا لرأسها البارز وجسمها الشبيه بالطوربيد. كما أنها تسبح مثل أسماك القرش فتحرك ذيلها وزعانفها الذيلية بشكل جانبي.

هل تملك جميع اللخمات ذيلًا لاسعًا؟

كلا. لا تملك جميع اللخمات جزءًا أو ذيلًا لاسعًا. تمتاز اللخمة اللاسعة ولخمة الفراشة ولخمة أنف البقرة ولخمة الشريط الدائري ولخمة النسر ولخمة الثور واللخمة المستديرة بهذه الخاصية، بينما لا تملكها لخمة مانتا أو الورنك أو لخمة القيثارة أو سمكة المنشار. إلا أن الورانك تمتاز بنتوءات شوكية على ذيلها.

هل تعتبر اللخمة اللاسعة من الأسماك السامة؟

اللخمة اللاسعة كائن سام. فهي تملك أشواكًا يمكنها حقن مواد سامة في جسمك مما يؤدي إلى رد فعلي تحسسي وألم شديد وظهور أعراض التسمم.

هل اللخمات خطيرة؟

على الرغم من أن اللخمات تعتبر بشكل عام غير مؤذية للإنسان، إلا أنها قد تصبح خطيرة في حال تعرضها للتهديد، أو في حال الدوس عليها أو إساءة التعامل معها. يمكن للخمة الكهربائية إصدار صعقة بقوة 45 فولت. أما سم اللخمة اللاسعة فقد يسبب ألمًا شديدًا وحالة من القيء والتعرق وضيق النفس. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مقدمة فم سمكة المنشار والأشواك غير السامة التي تحيط ذيل الورنك ولخمة القيثارة قد تسبب الإصابات.

نجحت الشفنينيات بمرور الزمن في التكيف مع مختلف البيئات التي تعيش فيها لضمان بقاء واستمرارية نوعها. وفيما يلي أمثلة على أساليب التكيف هذه:

• جسم مسطح شبيه بالقرص: تملك اللخمة جسمًا مسطحًا في الجزء العلوي (الظهر) والجزء السفلي (البطن). وهذا الشكل المسطح هو نوع من التكيف مع أسلوب حياتها في قاع البحر.
• عينان في أعلى الرأس: تقع عينا اللخمة في الجزء العلوي (الظهر) من جسمها. وتبرز فائدة هذا التكيف لدى أنواع اللخمة التي تربض على أرض المحيط، وقد تدفن نفسها في الرمال، تربصًا بفريستها.
• الفم في أسفل الجسم: تملك معظم أنواع اللخمة، باستثناء لخمة مانتا، فمها في الجزء السفلي (البطن) من جسمها، مما يساعدها في الصيد من قاع البحر.
• الفتحات التنفسية: الفتحات التنفسية هي ثقوب في الجزء الظهري من جسم اللخمة، توجد مباشرة بعد العينين وقبل شقوق الخياشيم. وتساعد هذه الفتحات اللخمة على التنفس عندما تكون خياشيمها مدفونة في الرمل.
• زعانف صدرية شبيهة بالأجنحة: تطورت الزعانف الصدرية للورنك بشكل واضح واندمجت مع الرأس، مما يجعلها شبيهة بالأجنحة. وتساعد هذه الأجنحة اللخمة على الانسياب في الماء وتحريكها لخلق تيار يساعد اللخمة على البقاء طافية رغم عدم امتلاكها لمثانة هوائية.
• إعادة توظيف الجينات: نجحت اللخمة في تكييف جيناتها، حيث تتحكم مجموعتان من الجينات في نمو زعانفها الصدرية. إحدى هذه المجموعات تتحكم بالزعانف الموجودة جهة الذيل، والأخرى تتحكم بالزعانف الموجودة جهة الرأس.
• الألوان المتعاكسة: لغايات التمويه، تمتاز لخمة مانتا التي تصطاد في وسط المحيط بلون داكن على سطح جسمها (الظهر) مقارنة باللون الفاتح الذي يميز بطنها.
• الألوان: تمتاز أنواع لخمة القاع عادة بلون شبيه بالرمل أو الطين مما يساعدها على الاندماج بسهولة مع قاع البحر، كما يمكن لبعض أنواع اللخمة تغيير لونها تدريجيًا ليتماشى مع البيئة الجديدة التي تتواجد فيها. تمتاز بعض اللخمات، مثل لخمة الشريط الدائري ذات البقع الزرقاء، بلون أزرق زاهٍ يحذر الكائنات المفترسة من أشواكها السامة.
• الأسنان: لا تملك لخمة مانتا أسنانًا لأنها تقوم بترشيح الماء الذي تبتلعه للحصول على غذائها. أما أنواع اللخمة التي تتغذى على المحار والأصداف فقد تملك أسنان فكية أو فكًا قويًا لطحن الأصداف.
• أساليب الدفاع: تملك اللخمة اللاسعة أشواكًا سامة على ذيلها تلسع بواسطتها الكائنات المفترسة، أما الورنك فيملك زوائد شائكة على ظهره وذيله، وتملك لخمة القيثارة جسمًا شائكًا يحميها من التهديدات. تملك اللخمة الكهربائية غددًا شبيهة بالكلى على رأسها، تصدر صاعقة كهربائية، أما سمكة المنشار فتملك فمًا بارزًا مسطحًا شبيهًا بالمنشار.

تعالوا للقاء اللخمة هنا في سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي. تعلموا المزيد عن اللخمات الاستوائية في المحيط الاستوائي، وتعرفوا عن قرب على النظام البيئي البحري في الخليج العربي وعلى أنواع اللخمة التي تعيش في محيط أبوظبي. شاهدوا اللخمة "تطير" وتنساب عبر الماء في شعب اللخمة.

إذا كنتم قد استمتعتم بقراءة المقالة أو تعلمتم منها شيئًا جديدًا، ندعوكم للاشتراك بالنشرة الدورية لتكونوا أول من يعرف بصدور مقالة جديدة! يرجى إدخال عنوان البريد الإلكتروني في الأسفل.