تعتبر أسماك القرش من أكثر الحيوانات التي يساء فهمها، وذلك نتيجة للصورة التي تظهر بها عادة في الثقافة الشعبية (كما هو الحال في أفلام "Jaws" و"The Meg" و"The Shallows").
إلا أن هذه الأسماك لا تقضي حياتها في محاولة اصطياد البشر، بل تلعب دورًا أساسيًا في حفظ توازن في البيئي البحري. تقوم أسماك القرش بذلك عند التهامها لفرائسها من الكائنات الأصغر حجمًا بما يساهم في التحكم بأعدادها لتبقى ضمن النطاق الطبيعي، منعًا لاختلال توازن النظام البيئي البحري.
تعمقوا في هذه المقالة لمعرفة المزيد عن هذه الكائنات البحرية الغامضة، وحرروا عقولكم من الخرافات والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بأسماك القرش. كما ستتعلمون حقائق مثيرة للاهتمام عن هذه المخلوقات البحرية الرائعة وعما يمكن القيام به لحمايتها وحماية مواطن عيشها.
مصطلحات غاليوفوبيا (galeophobia) أو سيلاتشوفوبيا (selachophobia) تعني الخوف غير المبرر أو المنطقي من أسماك القرش. ويقال أن هذا النوع من الرهاب زاد انتشاره عندما صدر فيلم (Jaws) الأمريكي الشهير في عام 1975.
رسالة ترحيب من براين شوينارد
هل تصنّف أسماك القرش من الثدييات؟
كلا، فأسماك القرش نوع من الأسماك ينتمي إلى مجموعة الأسماك صفيحية الخياشيم. وهي تستخدم خياشيمها للتنفس الأكسجين الذائب في الماء ولا تعتني بصغارها – وهي صفات لا تمتاز بها الثدييات.
هل تملك أسماك القرش عظامًا؟
لا تملك أسماك القرش عظامًا، بل يتألف جسمها من هيكل غضروفي مرن تدعمه أملاح الكالسيوم التي يحصل عليها القرش من غذائه. أما أسنانها فهي تتألف من نسيج شبيه بالمينا يغطي جسم السن المكوّن من عاج الأسنان، مما يجعل أسنانها صلبة كالعظام.
ماذا تأكل أسماك القرش؟
جميع أنواع القرش تقريبًا لاحمة تأكل كل ما تجده بما في ذلك الأسماك والقشريات والمحار والثدييات البحرية واللخمات وأنواع القرش الأخرى. إلا أن بعض أنواع القرش تتبع نظامًا غذائيًا أكثر تقييدًا، ومنها قرش أبو مطرقة (Sphyrnidae)، الذي يفضل التهام اللخمات على أنواع الطعام الأخرى إن توفرت.
كما أن بعض أنواع أسماك القرش، ومنها قرش الحوت (Rhincodon typus) والقرش المتشمس (Cetorhinus maximus) والقرش عظيم الفم (Megachasma pelagios) تتغذى على العوالق الحيوانية والنباتية وغيرها من العوالق.
خلافًا لما قد تشاهدونه في الأفلام والبرامج التلفزيونية، فإن الإنسان لا يشكل جزءًا من غذاء سمك القرش، وهذا يعني أن هذه الأسماك لا تسعى لاصطياد البشر. قد تقوم أسماك القرش بعض البشر دون قصد إذا خلطت بينها وبين فريستها، مثل خلطها بين شخص على لوح ركوب الأمواج وبين سلحفاة بحرية.
أين تعيش أسماك القرش؟
تتواجد أسماك القرش في أنواع مختلفة من الأحواض المحيطية حول العالم، وهي تعيش في البحار الاستوائية والمعتدلة والباردة والقطبية.
يتواجد القرش الأزرق (Prionace glauca) وقرش الحوت وقرش الماكو (Isurus) عادة في وسط المحيط أو في مناطق سطح المحيط. أما القرش أسود الطرف (Carcharhinus limbatus) وقرش الشعاب الرمادي (Carcharhinus amblyrhynchos) والقرش المخطط (Stegostoma tigrinum) فتعيش عادة في مناطق الشعاب المرجانية.
تفضل أسماك قرش أبو مطرقة والقرش الراهب (Squatina) وقرش المنشار (Pristiophorus cirratus) العيش في المسطحات الرملية، بينما تفضل أسماك القرش الليموني (Negaprion brevirostris) والقرش ذو الأنف الحاد (Rhizoprionodon) وقرش الجرف الرملي (Carcharhinus plumbeus) مصبات الأنهار كموطن عيش لها.
تعيش أسماك القرش النائم () في المياه القطبية على مدار العام، بينما تتنقل أسماك قرش الثور (Carcharhinus leucas) بين مناطق المياه العذبة والمالحة، وإن كانت تفضل المياه العذبة كموطن عيش أساسي لها.
حقائق علمية حول أسماك القرش
يوجد أكثر من 450 نوع من أسماك القرش موزعة في أنحاء العالم، وهي تتبع التصنيف العلمي التالي:
الطائفة: الأسماك الغضروفية (الغضروفيات)
الطائفة الفرعية: كاملات الرأس (Holocephali) وصفيحيات الخياشيم (Elasmobrachii)
وتنقسم طائفة صفيحيات الخياشيم إلى رتبتين فرعيتين هما القرشيات (selachi) أو أسماك القرش، والشفنينات (batoidea) والتي تضم عائلات اللخمة.
تمتاز صفيحيات الخياشيم بجسم أسطواني أو مسطح، ومن خمسة إلى سبعة أزواج من شقوق الخياشيم، ومسننات جلدية أو قشور قرصية - هي عبارة عن قشور صغيرة قاسية شبيهة بالأسنان تغطي جلد سمكة القرش - وفك علوي منفصل عن الجمجمة.
وتنقسم أسماك القرش إلى ثماني رتب يمكنكم التعرف عليها وعلى أشهر الأنواع التي تندرج تحتها:
أسماك القرش الأرضية (Carcharhiniformes)
- القرش أسود الأنف (Carcharhinus acronotus)
- قرش الثور (Carcharhinus leucas)
- قرش الشعاب الكاريبي (Carcharhinus perezii)
- القرش الداكن (Carcharhinus obscurus)
- قرش أبو مطرقة الكبير (Sphyrna mokarran)
- قرش الطرف الأبيض المحيطي (Carcharhinus longimanus)
- القرش الدوار (Carcharhinus brevipinna)
- قرش النمر (Galeocerdo cuvier)
أسماك القرش متباينة الأسنان (Heterodontiformes)
- قرش القرن (Heterodontus francisci)
- قرش رأس الثور (Heterodontidae)
أسماك القرش سداسية الخياشيم (Hexanchiformes)
- قرش البقرة (Hexanchus griseus)
- القرش عريض الأنف (Notorynchus cepedianus)
- القرش المزركش (Chlamydoselachus anguineus)
- قرش الخياشيم السبعة مدبب الأنف (Heptranchias perlo)
أسماك قرش الماكريل (Lamniformes)
- القرش المتشمس (Cetorhinus maximus)
- القرش الدارس ذو العين الكبيرة (Alopias superciliosus)
- قرش التمساح (Pseudocarcharias kamoharai)
- قرش العفريت (Mitsukurina owstoni)
- قرش ماكو طويل الزعانف (Isurus paucus)
- القرش عظيم الفم (Megachasma pelagios)
- قرش السلمون (Lamna ditropis)
- القرش الأبيض (Carcharodon carcharias)
أسماك قرش السجاد (Orectolobiformes)
- قرش السجاد الأزرق الرمادي (Brachaelurus colcloughi)
- قرش الكتاف (Hemiscyllium ocellatum)
- قرش الممرضة (Ginglymostoma cirratum)
- قرش السجاد المرقط (Orectolobus maculatus)
- قرش الممرضة الأسمر (Nebrius ferrugineus)
- قرش الحوت (Rhincodon typus)
- قرش الخيزران ذو النقط البيضاء (Chiloscyllium plagiosum)
- القرش المخطط (Stegostoma tigrinum)
- أسماك قرش المنشار (Pristiophorus schroederi)
- قرش منشار البهاما (Pristiophorus schroederi)
القرشيات (Squaliformes)
- قرش العلّيق الشائك (Echinorhinus brucus)
- قرش الفانوس الكبير (Etmopterus princeps)
- قرش جرينلاند (Somniosus microcephalus)
- القرش المبتلع (Centrophorus granulosus)
- القرش الأسود (Dalatias licha)
- قرش المحيط الهادئ النائم (Somniosus pacificus)
- القرش القزم (Euprotomicrus bispinatus)
- قرش كلب البحر الشائك (Squalus acanthias)
أسماك قرش الملاك (Squantiniformes)
- قرش الراهب (Squatina squatina)
المواصفات الجسدية لأسماك القرش
فيما يلي أبرز المواصفات الجسدية التي تمتاز بها أسماك القرش:
الشكل
يمتاز جسم سمكة القرش بشكل مغزلي، أي أنه مستدير ومستدق من الأطراف. وتتيح هذه الخاصية لأسماك القرش تقليل الطاقة اللازمة للسباحة. إلا أن أسماك القرش من عائلة قرش السجاد (Orectolobidae) وعائلة قرش الملاك (Squatinidae) تمتاز بجسم مسطح مقارنة بالأنواع الأخرى.
الحجم
يعتبر قرش المصباح القزم (Etmopterus perryi)، وهو أحد أسماك القرش التي تعيش في أعماق البحر، أصغر سمكة قرش في العالم، حيث ينمو حجمه إلى 17 سنتيمتر (6.7 إنش). أما أضخم أنواع سمك القرش فهو قرش الحوت، أكبر سمكة في العالم، والذي ينمو ليصل طوله إلى 18 متر (60 قدم).
هناك فقط 39 نوعًا من أسماك القرش ثبت أنها تنمو بما يتجاوز 3 أمتار (10 أقدام). وفي المقابل، هناك 176 نوعًا لا يتجاوز طولها مترًا واحدًا (39 إنش). وبالنسبة لغالبية الأنواع، فإن الأنثى تنمو لحجم أكبر من ذكور النوع نفسه بنسبة حوالي 25%.
الزعانف
جميع أنواع أسماك القرش تقريبًا تملك خمسة أنواع من الزعانف القاسية. وهي تستخدم زعانفها الذيلية لتتحرك نحو الأمام أو نحو الأسفل. كما أنها تملك زوجًا من الزعانف الصدرية، وهي زعانف توجد خلف شقوق الخياشيم وتمتد إلى الخارج. تساعد هذه الزعانف في رفع الجزء الأمامي من جسم سمكة القرش بعكس اتجاه الحركة السفلية التي تسببها الزعانف الذيلية، مما يساعد سمكة القرش على توجيه حركتها في الماء. تملك أسماك القرش عادة زعنفة ظهرية واحدة أو اثنتين، تعمل كعارضة القارب التي تتيح لها الحفاظ على توازن واستقرار جسمها أثناء السباحة.
اللون
تمتاز أسماك القرش بخاصية الألوان المتعاكسة، حيث تملك أجسامها لونًا علويًا داكنًا يتماهى مع لون أعماق المحيط عند النظر إليها من الأعلى، بينما يكون لون بطنها فاتحًا يتمازج مع لون سطح الماء عند النظر إليها من الأسفل. وتشكّل هذه الميزة أسلوبًا للتمويه يحمي أسماك القرش من الكائنات المفترسة.
الرأس
تملك أسماك القرش عينين جانبيتين تقع على جانبي رأسها وليس في مقدمته. أما فتحات الأنف الخارجية والفم فيوجدان في الجزء السفلي لجسم القرش، أو البطن.
أساليب خاصة للتكيف
فيماي لي بعض الأساليب الفريدة التي نجحت أسماك القرش من خلالها التكيّف مع بيئتها للبقاء والنمو:
- الفلقة العلوية من زعنفة الذيل لدى سمكة القرش أكبر حجمًا من الفلقة السفلية، مما يساعدها على الحركة نحو الأمام ونحو الأسفل في الوقت نفسه.
- تملك بعض أسماك القرش عارضة أفقية على طول ذيلها، أو الجزء المستدق الذي يقع خلف الزعنفة الظهرية والزعنفة الشرجية في ذيلها. هذه العارضة تقلل من اضطراب حركتها وتساعدها على السباحة بشكل أسرع.
- القشور القرصية التي تغطي جسم سمكة القرش تساعد في إحداث دوامات خلفها، وهو ما يمكنها من السباحة بكفاءة أكبر.
أبرز الحقائق عن أسماك القرش
فيما يلي المزيد من الحقائق المثيرة للاهتمام حول أسماك القرش:
- تسبح معظم أسماك القرش بسرعات تقل عن 5 كم/ساعة (حوالي 3 أميال في الساعة). وتعتبر أسماك قرش الماكو الأسرع في السباحة حيث تصل سرعتها إلى 48 كم/ساعة (30 ميل في الساعة).
- تمتاز عينا سمكة القرش بحساسيتها للضوء والظل، حيث يتوسع بؤبؤ العين ويتقلص بحسب شدة الضوء.
- تمتلك أسماك القرش حاسة شم حادة ويمكنها تمييز رائحة كميات ضئيلة من الدم وغيره من المواد في الماء.
هل تتواجد أسماك القرش في دبي وفي أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة؟
تقع دبي قرب الخليج العربي، والذي يعد موطنًا لـ32 نوعًا من أسماك القرش، منها أسماك قرش الثور وقرش النمر.
هل أسماك القرش مهددة بالانقراض؟
بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، فإن حوالي 37% من أسماك القرش واللخمات مهددة بالانقراض.ومن أمثلة أنواع أسماك القرش التي تشهد تراجعًا في أعدادها قرش الشعاب المرجانية أسود الطرف، وقرش كلب البحر ذو الزعانف العالية، وقرش النمر، والقرش النحاسي.
ويرجع الانخفاض في أعداد أسماك القرش للأسباب التالية:
- الصيد الجائر والصيد للحصول على الزعانف
- التلوث
- تراجع مواطن العيش
- بطء معدلات التكاثر
كيف يمكننا حماية أسماك القرش؟
تنفذ العديد من الدول إجراءات تهدف لحماية أسماك القرش. ومنها إنشاء محميات لأسماك القرش، ومنع صيدها وفرض قوانين صارمة فيما يتعلق بصيد القرش للحصول على الزعانف.
يمكنكم أيضًا المساهمة في حماية أسماك القرش والمحافظة عليها من خلال الطرق التالية:
- الحرص على التسوق بشكل مستدام عند شراء المأكولات البحرية
- تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية المخصصة لاستخدام واحد
- دعم جهود إنشاء محميات أسماك القرش
- دعم منظمات الحفاظ على أسماك القرش
إن اتباع هذه الخطوات يتيح لكم المساهمة في بقاء وتعزيز صحة أسماك القرش في أنحاء العالم.
انطلقوا في رحلة لكشف النقاب عن غموض أسماك القرش
يضم الأكواريوم في سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي تسعة أنواع من أسماك القرش. إن مشاهدة هذه الكائنات المهيبة وهي تسبح في بيئة بحرية ديناميكية بلا شك سيبهركم.
زوروا عالم محيط أبوظبي لمشاهدة أسماك قرش الخيزران ذو النقط البيضاء وقرش السجاد العربي. ستذهلكم الكائنات البحرية الأخرى هنا مثل اللخمات وبقرة البحر (الأطوم) وثعابين البحر والسلاحف البحرية.
لمزيد من المغامرات المشوقة، انضموا إلى جولة سي فينتشر تحت الماء، حيث يمكنكم الغوص إلى الأعماق لمشاهدة مختلف أنواع الأسماك واللخمات والقرش في مواطن عيشها.
هل أعجبتكم هذه المقالة؟
ندعوكم للاشتراك بالنشرة الإخبارية لتعرفوا موعد نشر مقالات جديدة.